بعد حديث وزير المالية البارحة عن صرف مبلغ 6 مليارات أوقية من صندوق كورونا لوزارة الصحة بغرض اقتناء معدات ولوازم طبية، أعتقد أن هناك أسئلة جديدة يجب أن تطرح على مدير الصحة العمومية من طرف الصحافيين في مؤتمره الصحفي اليوم، بدلاً من تلك الأسئلة التقليدية التي كانت تطرح كل يوم دون فائدة، لأن أغلبها أسئلة سطحية ومكررة تفرض على المدير تكرار جانب مما يذكره أصلاً في المقدمة.
أما الأسئلة الجديدة التي أرى أنها يحب أن تطرح اليوم وغداً وبعد غد فهي كالتالي؛
1. بعد تأكيد وزير المالية صرف هذا المبلغ الكبير لصالح وزارة الصحة، ما هو مبرر الوزارة في عدم رفع نسبة الفحوص المخبرية (PCR) خاصة أننا نتحدث عن المطالبة بمئات الفحوص فقط وليس آلافها؟!
2. حصلت الوزارة على مهلة شهربن من الإغلاق شبه الكامل، مع عدم وجود مصابين تحت الرعاية، فهل استغلت هذه الفترة (المهلة) لشراء وتجهيز وسائل ومعدات كافية لمواجهة ارتفاع محتمل في عدد المصابين؟!
3. هل تم اقتناء أجهزة تنفس صناعي مختصة؟ وكم عددها؟
4. هل تم تجهيز أسِرة إنعاش طبية ذات كفاءة مهنية عالية للعناية المركزة بالحالات الحرجة؟ وكم عددها؟ وهل هناك أمل في إنقاذ حياة أي مصاب قد يصل لهذه المرحلة؟!
5. مع هذه الإمكانيات المالية المعتبرة التي وفرتها الدولة للوزارة، لماذا لا تتم رعاية المصابين في كيفه وألاگ وبوتلميت وملگه لمراير، في ظروف أفضل من تلك "الموجودة أصلاً" في كيفه وألاگ وبوتلميت والركيز وملگه لمراير؟! لماذا تتذرع الوزارة بعدم قدرتها على توفير ظروف أفضل مما هي موجودة أصلاً في هذه المناطق؟ وما دامت تملك الوسائل والإمكانيات، فما هو مبرر الاستسلام للظروف المتاحة أصلاً؟!
بمعنى آخر، هل يعني الاستسلام للظروف الموجودة في كل منطقة على حدة أننا إذا اكتشفنا غداً إصابة لدى شخص في عريش متواضع في ريف ناءٍ، فستبقيه الوزارة في عريشه، بحجة أنه لا يمكنها توفير ظروف أفضل في الريف مما هي موجودة فيه أصلاً، بحسب منطق مدير الصحة العمومية؟!
6. ما دام أغلب المصابين لا يعانون -لله الحمد- من أعراض كبيرة، فما هي تكاليف احتجازهم الأخرى حتى يتم "التقشف" معهم بهذا الشكل؟
7. ما الذي تستخدمه الوزارة لعلاج المصابين لكي يتعافوا من الفيروس؟ فهل تستخدم مثلاً عقار "هيدروكسي كلوروكين"، أم تستخدم غيره؟ أم أنها تعول فقط على المناعة الذاتية لكل مصاب؟!
8. هل استغلت الوزارة فترة الشهرين بدون إصابات لتكوبن وتأهيل وتدريب فرق طبية على الإنعاش الخاص، وكم عدد هؤلاء؟ وهل هم موجودون في كيفه وألاگ وبوتلمبت ونواذيبو والركيز وملگه لمراير، أم أن الأمر مقتصر فقط على مدينة نواكشوط؟!
9. لماذا لم يعد المدير يذكر حالات الوفاة في ندوته الصحفية، في حين تتحدث عنها الوزارة في موقعها الألكتروني؟! ولماذا لا تعتمد الوزارة مبدأ "نعي المتوفى" رسمياً من خلال بيان منفرد يتضمن تعزية مكتوبة لذويه، احتراماً لحرمة الميت، كما يحدث في الدول المجاورة مثلاً (المغرب، السنغال، الجزائر)، بدلاً من مجرد تغيير الأرقام في تقارير الوزارة؟!
10. ما مبرر عدم تخصيص نسبة من الفحوص لما يسمى "العينات العشوائية"، ولو بمقدار 10 فحوص يومية عشوائية فقط، وذلك لما تعطيه هذه العملية من صورة مهمة مهنياً وعلمياً عن حالة تفشي الوباء في البلاد؟!
أخيراً، أطالب الجميع بإبقاء الأمور المهنية في نطاقها المهني البحت، والابتعاد بها عن الصراعات الخاصة وعن الخلافات السياسية، فما يجب أن يشغل الجميع الآن هو ما يخدم مكافحة الفيروس فقط، ولا بد من المصارحة والمكاشفة والأمانة في التعامل مع هذه الأزمة، وعلى كل واحد منا أن يقوم بواجبه في ذلك، لأننا معنيون جميعاً بحياة شعبنا.
حفظ الله الجميع.